top of page

قصَّة ابي ذر وبلال بن رباح - يا ابن السوداء

الخــلف

   يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من القصص التي لها أثر كبير في النفوس، حيث تعطي الفوائد والدروس من أحداثها، فيأخذ الإنسان العبرة من الماضي ويسترشد بها في حاضره ومستقبله. ومن هذه القصص هنالك قصصًا تعلِّمنا التسامح والتَّحفُّظ باللسان وعدم لفظ كلماتٍ بذيئة.

وقد ذُكِرت في مصادرِ مدرسةِ الخلفاءِ ما جاءَ في البُخاري في كتابِ الإيمانِ الرواية الآتية:

   إجتمعَ الصّحابةُ في مجلسٍ لَم يكُن معَهم الرّسولُ عليه الصّلاةُ والسّلام فجلسَ خالدُ بنُ الوليدِ وجلسَ إبنُ عوفٍ وجلسَ بلالٌ وجلسَ أبو ذرٍّ وكانَ أبو ذرٍّ فيهِ حدّةٌ وحرارةٌ فتكلّمَ النّاسُ في موضوعٍ ما فتكلّمَ أبو ذرٍّ بكلمةِ إقتراحٍ: أنا أقترحُ في الجيشِ أن يُفعلَ بهِ كذا وكذا. قالَ بلالٌ: لا .. هذا الإقتراحُ خطأ. فقالَ أبو ذر: حتّى أنتَ يا ابنَ السّوداءِ تُخطّئُني فقامَ بلالٌ مدهوشاً غضباناً آسفاً .. وقالَ: واللهِ لأرفعنّكَ لرسولِ اللهِ عليهِ السّلام .. واندفعَ ماضياً إلى رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ. وصلَ للرّسولِ عليهِ الصّلاةُ والسّلام وقالَ: يا رسولَ اللهِ أما سمعتَ أبا ذرّ ماذا يقولُ فيَّ؟ قالَ عليهِ الصّلاةُ والسّلام: ماذا يقولُ فيكَ؟؟ قالَ بلالٌ: يقولُ كذا وكذا .. فتغيّرَ وجهُ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وأتى أبو ذرٍّ وقَد سمعَ الخبرَ فاندفعَ مُسرعاً إلى المسجدِ. فقالَ: يا رسولَ اللهِ.. السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه قالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: يا أبا ذرٍّ أعيّرتَهُ بأمِّه .. إنّكَ إمرؤٌ فيكَ جاهليّة.! فبكى أبو ذرٍّ وأتى الرّسولَ عليهِ السّلام وجلسَ قالَ يا رسولَ اللهِ إستغفِر لي .. سلِ اللهَ لي المغفرةَ ثمَّ خرجَ باكياً منَ المسجدِ وأقبلَ بلالٌ ماشياً فطرحَ أبو ذرٍّ رأسَه في طريقِ بلالٍ ووضعَ خدَّهُ على التّرابِ وقالَ: واللهِ يا بلالُ لا أرفعُ خدّي عنِ التّرابِ حتّى تطأهُ برجلكَ أنتَ الكريمُ وأنا المُهانُ! فأخذَ بلالٌ يبكي وإقتربَ وقبّلَ ذلكَ الخدَّ ثمَّ قاما وتعانقا وتباكيا." 

نستمع للقصَّة وتفسيرها

bottom of page